الشيخ: ما وضع الأم هناك؟ أي أم تبدأ تقترب من سن اليأس أو العجز والضعف يبرز أمامها دائماً باستمرار دار العجزة؛ ولذلك يفزع كثير منهن إلى الانتحار أو الهروب، أو اللجوء إلى أي شكل من الأشكال كالمخدرات وما أشبه ذلك للهروب من الواقع، بسبب تصور دار العجزة. وفي المقابل لو تصورنا كيف حال الجدة والأم في المجتمع المسلم؛ لوجدنا أن كل امرأة في الغرب -ولو كانت ملكة- تتمنى أن تكون أماً أو جدةً في البيئة الإسلامية، حيث الصغير والكبير يحترمها في أي مناسبة. وعندي قصص كثيرة من الواقع المعاصر الآن في حياتنا، على سبيل المثال: أذكر أن امرأة تعمل قنصلة لدولة غربية معروفة، فدعيت إلى زواج هنا فحضرت، ففاجأها أمر غريب جداً، وهو كيف تعامل الجدات؟! كل الداخلات يدخلن ويسلمن على هذه الجدة ويحترمنها ويقدرنها، وما إن تشير إلى شيء إلا ويتسابق الجميع لخدمتها. فتمنت أن تكون أماً مسلمة أو جدةً مسلمة، ونحن قد لا نشعر بعمق هذه الأمنية وحجمها، لكن هي تعلم ذلك؛ لأنها في الثلاثينيات أو في الأربعينيات وتفكر أنها بعد عشرين سنة؛ سأكون مهملة ملقاة في دار العجزة أو ما أشبه ذلك. يعني: رقم وانتهى الرقم أو بهت، لا يأبه به أحد ولا يهتم به أحد.
أضف تعليقا
تنويه: يتم نشر التعليقات بعد مراجعتها من قبل إدارة الموقع